الاثنين، 18 يوليو 2016

أين تقع حافة الكون؟

أين تقع حافة الكون؟

جميعنا نعلم بأنّنا نعيش في كون آخذ بالاتساع، حيث تتباعد المجرات عن بعضها باستمرار، ولكن إلى ماذا يسير هذا الكون؟ وأين تقع حافته؟
إن الكون المرئي يملك حافة، فنحن لا نرى من الكون الكلي سوى ما وصلنا ضوءه، أما الأجزاء التي لم يبلغها الضوء بعد فهي غير مرئية بالنسبة لنا، فقد تشكل هذا الكون نتيجةَ للانفجار العظيم، أي منذ حوالي 13.77 مليار سنة، والكون المرئي موجود داخل المنطقة التي قطعها الضوء خلال هذه المدة، ولكن ماذا يوجد خارج حدوده؟ هذا سؤال سهل: هناك المزيد في الكون، أي المزيد من النجوم والمجرات والثّقوب السّوداء.
من منظورنا نحن، يبدو وكأننا مركز الكون الخاص بنا، وكلُّ المجرات الأخرى تبتعد عنا، فهذا يدعونا منطقياً للاعتقاد بوجود حافة لهذا الكون، ولكن إذا فرضنا أنك قد قفزت إلى أقرب جيراننا “مجرّة أندروميدا Andromeda Galaxy“، سيبدو الأمر أيضاً وكأنّك في مركز الكون وكلّ شيء آخر يبتعد عنك.
إذا فكرنا بجنون أكثر وافترضنا أنك قفزت إلى أبعد مجرة في الكون المرئي، من موقعك هذا أيضاً يبدو وكأنّك في مركز الكون، وكل مجرّة أخرى– بما في ذلك مجرّة درب التّبانة–تبتعد عنك بسرعة.
إذاً فإن جميع المجرات تتباعد (مع بعض الاستثناءات الطّفيفة من عمليات الاندماج)، ولكن لابدَّ أن يكون هناك حد، حيث لا يمكن للكون أن يكون لا نهائيّ، فهو يحتاج إلى حافة.
يمكننا تشبيه هذا بفقاعة صابون ضخمة تتزايد في الحجم ونحن في مركزها، ولكن من مجرّة أخرى ستبدو هذه الفقاعة الكونيّة مختلفة، حيث ستكون هذه المجرّة في مركز الفقاعة، والحافة مختلفة.
كما يمكننا تشبيهه أيضاً بالزبيب داخل رغيف خبز وضع في الفرن، فالرغيف ينضج ويكبر والزبيب محمول داخله، هذا التّشبيه يقودنا إلى نقطة مهمة، فالمجرّات لا تطير ولا تركض ولكنه الكون الذي يحملها يتوسع، أي أن المجرّات محمولة على البساط الكونيّ، ولكن هناك مشكلة في هذا التشبيه أيضاً فالرغيف يسير نحو النضج، أي نحو حد، ويملك حافة أيضاً، أما بالنسبة للكون فالأمر مختلف تماماً، كما أن سطح رغيف الخبز المتوسع الذي يحمل حبات الزبيب هو سطح ثنائي الأبعاد المكانية، بينما كوننا ثلاثي الأبعاد، وهذا يعطيه مجالاً إضافياً للتوسع، ومن الممكن أيضاً أن يكون هنالك بعد إضافيّ رابع يتوسع الكون فيه وربما يملك حافة في هذا البعد.
في الواقع إن هذه الفكرة صعبة الفهم، ولكن هنا يأتي جمال استخدام الرّياضيات لدراسة الكون، فهي قد تسمح لنا بالغوص بعيداً في أبعاد الكون وفهم مثل هذه الأفكار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق